«إيران إنترناشيونال»: طهران تنشر قواتها في المدن الكردية لمنع احتفالات النوروز

حاولت القوات العسكرية والأمنية في إيران منع احتفالات النوروز في العديد من المدن الكردية، إلا أن المواطنين أصرّوا على الاحتفاء بالعام الجديد رغم التهديدات والملاحقات.

ووفقًا لموقع "هنغاو" الحقوقي، انتشرت القوات الأمنية والعسكرية بشكل مكثف، السبت، في مدن مثل كرمانشاه، أشنويه، سقز، وبوكان، حيث أقامت نقاط تفتيش وحواجز لمنع تجمع المواطنين في مواقع الاحتفال، كما أفاد الموقع باستخدام القوات المسلحة أسلحة شبه ثقيلة في بعض المناطق، في خطوة تعكس تشديد القبضة الأمنية بحسب "إيران إنترناشيونال".

اعتقالات وقمع للحريات

وأورد التقرير الحقوقي أن قوات الحرس الثوري منعت المواطنين في بعض المدن الكردية من الوصول إلى مواقع الاحتفال، في حين أقيمت في سقز حواجز ترابية ونقاط تفتيش إضافية للحيلولة دون تنظيم الفعاليات، وفي تصعيد آخر، اعتقلت قوات الاستخبارات التابعة للحرس الثوري المواطن كمال طاهایی کانی ‌سرخ من حي تاجيناوي في أشنويه، حيث تعرض للعنف خلال اعتقاله بسبب مشاركته في تنظيم الاحتفالات.

تهديدات رسمية وتحذيرات صارمة

وكان صادق حسيني، قائد الحرس الثوري في إيلام، قد صرّح في وقت سابق من الشهر الحالي بأنه لن يُسمح بتنظيم أي احتفالات للنوروز، مؤكداً أن أي شخص يجمع أموالاً أو يشارك في تنظيم الفعاليات سيواجه إجراءات صارمة، كما أشارت منظمات حقوقية إلى تلقي ناشطين مدنيين في بوكان استدعاءات وتهديدات لمنعهم من ارتداء الملابس الكردية التقليدية أو المشاركة في أي أنشطة احتفالية.

احتفالات رغم القمع

ورغم تشديد الإجراءات الأمنية وتهديدات السلطات، أظهرت مقاطع فيديو متداولة مشاهد احتفال واسعة في عدة مدن بمحافظتي أذربيجان الغربية وكردستان، حيث تجمع المواطنون لإحياء النوروز تعبيرًا عن تمسكهم بهويتهم الثقافية.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تسعى فيها السلطات الإيرانية لمنع احتفالات النوروز في المناطق الكردية، إذ شهدت السنوات السابقة موجات اعتقالات وملاحقات أمنية للمحتفلين، إلا أن استمرار المواطنين في إحياء هذه المناسبة رغم القمع يؤكد عمق ارتباطهم بتراثهم الثقافي، في مواجهة محاولات التقييد والتضييق.

النَّوْرُوزُ أو النَّيْرُوزُ هو عيد رأس السنة الفارسية والسنة الكردية، ويوافق يوم الاعتدال الربيعي أي الحادي والعشرين من مارس في التقويم الميلادي، يرجع أصل عيد النوروز إلى تقاليد الديانة الزرادشتية، لكن الاحتفال به بقي حتى بعد الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس واستمر إلى يومنا هذا، وهو مسجل على قائمة يونسكو للتراث الثقافي غير المادي).